"تحليل مثير: إسرائيل تستعد للعبة شطرنج دولية وتكشف عن نقاط ضعف مصر والسعودية!"

مغادرة سكان غزة للقطاع هي مصلحة إقليمية

يؤكد السياسي الإسرائيلي تساحي ليفي في تقرير له بعنوان "مغادرة سكان غزة للقطاع هي مصلحة إقليمية" أنه يمكن لإسرائيل بالتعاون مع الدول العربية وضع مخطط لهجرة منظمة لسكان غزة. ويعتبر ليفي عضوًا في حركة "غزة من أجل العالم - حركة الهجرة الإنسانية لسكان قطاع غزة" التي تدعو لتهجير سكان القطاع.

التعاون مع مصر لتهجير الفلسطينيين

يشدد ليفي على أهمية أن تضغط إسرائيل على مصر لكي تقبل بفكرة تهجير الفلسطينيين كمرحلة انتقالية قبل سفرهم إلى تركيا أو أي دول أخرى ترغب في استقبالهم. ويرى أن هذا الاقتراح ليس نقلًا قسريًا خاطئًا بل هو وسيلة لوقف جريمة الحرب التي ارتكبتها حماس ومصر ضد السكان المدنيين في غزة، حيث منعتهم من الهجرة بحرية خارج القطاع.

الأزمة الاقتصادية في مصر

يشير ليفي إلى أن مصر تشهد أزمة اقتصادية صعبة، حيث خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لمصر إلى Caa1، وهذا يعني أنها على وشك الإفلاس عمليًا. ومن الممكن أن يتم الضغط على مصر لفتح معبر رفح والسماح بتهجير سكان القطاع، نظرًا للحساسية المصرية تجاه سياسة العصا والجزرة الاقتصادية.

تأثير صفقة الغاز بين إسرائيل ومصر على الاقتصاد المصري

تعد صفقة الغاز بين إسرائيل ومصر أمرًا مهمًا للغاية وله تأثير كبير على الاقتصاد المصري. فقد أشار السياسي الإسرائيلي إلى أن مصر تعتمد جزئيًا على الغاز الإسرائيلي في اقتصادها الطاقوي وتستخدم منشآت التصدير في مصر لتصدير الغاز. ومن الممكن أن تستبدل هذه المنشآت بمنشآت تصدير محلية، مما يؤدي إلى توفير المزيد من الفرص الاقتصادية لمصر.

تطوير السياحة والنقل الجوي

تطلبت بعض الخطوات التي اتخذتها مصر لتعزيز التعاون مع إسرائيل تكاليف مالية كبيرة. على سبيل المثال، طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بتشغيل رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى شرم الشيخ لتعزيز السياحة. يمكن أن تكون هذه الخطوة مكلفة لمصر ولكنها تعزز القطاع السياحي وتوفر فرص عمل جديدة.

الجزرة لمصر

يمكن أن تكون الجزرة لمصر على شكل مساعدات دولية من إسرائيل لكل لاجئ من غزة الذي يستقبله مصر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن زيادة كمية الغاز التي تبيعها إسرائيل لمصر، على سبيل المثال من خزان الغاز قبالة سواحل غزة. هذه الخطوات تعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتعزز الاستقرار الاقتصادي لمصر.

تأثير صفقة الغاز بين إسرائيل ومصر على العلاقات الإقليمية

إضافة إلى التأثير الاقتصادي، تؤثر صفقة الغاز بين إسرائيل ومصر أيضًا على العلاقات الإقليمية في المنطقة. فقد أشار السياسي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تمتلك أدوات ضغط على السعودية، الدولة الأكثر تأثيرًا على مصر. يحتاج السعوديون إلى اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، ومن المعروف أن ذلك يمر عبر اتفاقية سلام مع إسرائيل. هذا يعني أن إسرائيل لديها قدرة على تأثير العلاقات الإقليمية وتعزيز التعاون مع الدول العربية الأخرى.

تأثير الهجمات النفطية والخوف من الضرر الإيراني

تتخوف دول الخليج من الضرر الإيراني على قدرتها على تصدير الغاز والنفط. وتزايد الخوف بعد الهجوم المشترك على المنشآت النفطية في السعودية عام 2019. لذلك، هناك خطة لربط حقول الغاز في دول الخليج بأوروبا عبر إسرائيل. هذه الخطة تعزز الأمن لصادرات دول الخليج من الطاقة وتوفر بديلًا للغاز الروسي في أوروبا.

تأمين الأمن الاقتصادي لأوروبا

بهذه الطريقة، ستحصل دول الخليج على الأمن لصادراتها من الطاقة، وستحصل أوروبا أيضًا على الأمن في استيراد الطاقة من الخليج كبديل للغاز الروسي. يعاني الغاز الروسي من نقص في الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا، ولذلك يبحث الأوروبيون عن بدائل لاستيراد الغاز.

المصلحة الاستراتيجية لدول الخليج في الحصول على مساعدات إسرائيلية

في هذا السياق، يعتقد الخبراء أنه سيكون لدول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية، مصلحة في الحصول على مساعدات إسرائيلية لتأمين صادرات الطاقة والحصول على تحالف دفاعي من الولايات المتحدة. وبالتالي، قد يكون هناك تبادل مصلحة بين الدول الخليجية وإسرائيل، حيث تقدم الدول الخليجية المساعدة لعمال غزة وتضغط على مصر لاستقبال المزيد من العمال. وفي المقابل، تقدم إسرائيل المساعدة الاقتصادية والدبلوماسية لدول الخليج.

مساعدة مصر وتأثيرها على الأوضاع في غزة

علاوة على ذلك، يمكن أن تكون مصر محطة انتقال لسكان غزة إلى دول أخرى مثل تركيا وأمريكا الجنوبية. فمن المتوقع أن تقدم أوروبا مساعدة مالية لمصر مقابل فتح معبر رفح، مما يعزز دور مصر كممر للمهاجرين من غزة إلى هذه الدول. وتعتبر تركيا وأمريكا الجنوبية وجهات هجرة شعبية لسكان غزة، وبالتالي يمكن أن يكون لمصر دور هام في تسهيل هذه الهجرة.

إسرائيل وضغوطها الدبلوماسية

وفي هذا السياق، يرى الخبراء أنه حان الوقت لإسرائيل أن تلعب الشطرنج على الساحة الدبلوماسية. فإسرائيل تمتلك أدوات ضغط فعالة، ومن بين هذه الأدوات هو وجود مليوني مواطن في غزة المجاورين الذين يحملون أيديولوجية قاتلة لإسرائيل. ومن هنا يمكن لإسرائيل أن تستخدم هذا الواقع لمصلحتها الدبلوماسية والسياسية.

إخلاء سكان غزة بشكل إنساني ومنظم

وبالتالي، فإن المفهوم الذي تتبناه غالبية الجمهور في إسرائيل والذي بموجبه يجب إخلاء سكان غزة بشكل إنساني ومنظم ليس حلما، بل إمكانية منطقية وقابلة للتحقيق. فإسرائيل يمكنها أن تستخدم الضغط الدبلوماسي والاقتصادي لتحقيق هذا الهدف، سواء بالنسبة لليهود أو العرب. وبالتالي، فإن إسرائيل يجب أن تستغل الفرصة المتاحة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة.