سر قديم يكشف لماذا يتلثمون منذ آلاف السنين حتى وهم نيام!

سر قديم يكشف لماذا يتلثمون منذ آلاف السنين حتى وهم نيام!

29 نوفمبر 2023 | 02:43 م

تعلم فنون العيش في الصحراء الكبرى

تعلموا من الصحراء الكبرى، الأعظم من نوعها على الأرض، فنون العيش، فأتقنوها. روضوا الرياح والجفاف القاتل، وتعايشوا مع السراب، وبقوا آلاف السنين أوفياء لتقاليدهم.

أصحاب اللثام

إنهم الطوارق الذين يسمون "أصحاب اللثام"، بجلابيبهم الزرقاء ومظهرهم المميز، وتاريخهم الطويل مع الصحراء بظروفها القاسية وامتداداتها التي لا تحد. يرتادونها ويجوبون أطرافها، من الشمال الإفريقي حتى الأدغال، منذ أن كانت إفريقيا، قارة غامضة لا يعرفها أحد.

عرق استوطن الصحراء الكبرى

لا يمكن أن تخطئ العين الطوارق بأزيائهم التقليدية، وبرجالهم الملثمين المهيبين. إنهم علامة فارقة للصحراء. عرق استوطن الصحراء الكبرى، وامتداداته توجد في المغرب والجزائر وليبيا، وفي دول جنوب الصحراء، وخاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

ثقافة راسخة

على الرغم من أن الطوارق ليسوا الشعب الوحيد في منطقة الصحراء الكبرى الذي يرتدي أفراده اللثام، وذلك لأن قبائل التبو المجاورة ترتديه هي الأخرى، لكنه غير ملزم لديها، فيما يعتبر بالنسبة للطوارق ثقافة راسخة، وأسلوب حياة. اللثام على الأرجح انتقل إلى عرق التبو من الطوارق.

اللثام في الشمال

الطوارق لا يتمسكون باللثام فقط لاتقاء غبار الصحراء وحماية وجوههم من لسعات ذراتها الحامية، بل هم يرتادونه حتى في الشمال حيث لا توجد مثل هذه العواصف الرملية القاسية.

نساء الطوارق

اللافت أن نساء الطوارق فيما يتلفع رجالهن باللثام طيلة الوقت، يسرن بوجوه سافرة من دونه، ولا يغطين إلا شعورهن في الغالب.

نساء الطوارق وتقليد اللثام

نساء الطوارق يتمتعن بمكانة مرموقة وباحترام كبير في المجتمع. فحين يبلغ الفتى لديهم سن الرشد، يتلقى هديتين تقليديتين - سيفا ولثاما يلف به رأسه ويغطي وجهه. يكون فتى الطوارق ملزما منذ تلك اللحظة بأن لا يظهر منه إلا عيناه، حتى وهو في خيمته، وبين مضارب أهله.

أساطير تفسر تمسك رجال الطوارق باللثام

توجد العديد من الأساطير التي تفسر تمسك رجال الطوارق باللثام، على العكس من النساء. واحدة من تلك الأساطير تقول إن رجال الطوارق هزموا في إحدى المعارك، وعندما عادوا إلى بيوتهم، قابلتهم النسوة قائلات: "نحن نخجل من رؤيتكم، استروا وجوهكم عنا!"

رواية أخرى لهذه الأسطورة تقول إن الطوارق تعرضوا لغارة من الأعداء، وفشلوا في ردهم، وحينها هبت النساء وقاتلن الغزاة وتمكنّ من ردهم، فخجل رجال الطوارق وواروا وجوههم خلف اللثام، وإلى الأبد.

أسطورة أخرى تتحدث عن الطوارق قبل اعتناقهم الإسلام. حينها كانوا يؤمنون بوجود أرواح مختلفة بعضها شريرة. وبعد الزواج كان من العادة أن يمضي الرجل بعروسه للعيش مع أسرتها، لا العكس. كان يعتقد أن الأرواح الموجودة في مضارب أسرة الزوجة غريبة عن العريس وقادرة على إيذائه بالتسلل إلى رأسه من الأنف أو الأذن.

تغطية الوجوه لحماية من الأرواح الشريرة

ولحماية أنفسهم من مثل هذه الشرور، قرر رجال الطوارق تغطية وجوههم بالكامل حتى حين يضطجعون للنوم. وبذلك قطعوا الطريق أمام الأرواح الشريرة للوصول إليهم.

البعد السحري لعادات وتقاليد الطوارق

تعود أصول العادات والتقاليد السحرية للطوارق إلى اعتقادهم القديم بأن الثقوب الموجودة على الوجه، في الأنف والأذنين، تعتبر أبوابًا محتملة لدخول السحر والأرواح. وفي حالة ترك هذه "المنافذ" بدون غطاء، يمكن لقوتك الداخلية أن تنسحب وتكتسبها شخص آخر، أو قد تتسلل روح شريرة إليك وتسيطر عليك.

اللثام والوقار

إضافةً إلى ذلك، يمنح اللثام الذي يرتديه الطوارق الوقورين دائمًا والمعتزين بشخصيتهم فرصة لعدم إظهار مشاعرهم وتعابيرهم الوجهية. كما يمنعهم أيضًا من فتح أفواههم والثرثرة وقول ما لا يلزم. يعتبر هذا اللثام جزءًا من هويتهم وثقافتهم، ويساعدهم على الحفاظ على سرية أفكارهم ومشاعرهم.

مقالات متعلقة عرض الكل