

يعتبر الفنان الراحل محمد عبد الوهاب واحدًا من أعظم الموسيقيين في مصر والعالم العربي على مر العصور. كانت شخصيته وفنه يتميزان بالموهبة الفذة والابتكار المستمر.
بدأت رحلة عبد الوهاب المهنية عندما قام الشاعر أحمد شوقي بطلب منه أن يلحن قصائده ويغنيها. كان شوقي يرغب في أن تصل قصائده إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، واختار عبد الوهاب ليكون الوسيط الفني لهذه المهمة.
كانت أول أغنية قام عبد الوهاب بتلحينها لشوقي هي "شبكتي قلبي يا عيني". كان شوقي سعيدًا لسماع عبد الوهاب يغني أدوار عبده الحامولي وألحان محمد عثمان. ومن خلال قصيدة "يا جارة الوادي" بدأ الجمهور الراقي في التعرف على عبد الوهاب وموهبته.
قرر أحمد شوقي أن يأخذ الفنان الشاب إلى باريس، عاصمة الفن، حيث استمع إلى الموسيقى الباريسية والأوروبية. وهذا ساهم في توسيع آفاقه الفنية وتجاوز الحدود الثقافية بين الشرق والغرب.
دخل عبد الوهاب عالم السينما من خلال فيلمه الغنائي الأول "الوردة البيضاء" عندما كان عمره 29 عامًا. وقد قام ببطولة خمسة أفلام أخرى، حيث قام بالتمثيل والغناء. وكان آخر هذه الأفلام في عام 1947 عندما بلغ عبد الوهاب عمر 43 عامًا. وشارك في الغناء فقط في فيلمين آخرين، أحدهما هو "غزل البنات" مع ليلى مراد ونجيب الريحاني في عام 1949، والآخر كان فيلم "منتهى الفرح" في عام 1963.
تضمنت هذه الأفلام العديد من أجمل أغاني عبد الوهاب، وتميزت بالبساطة والتحديث. وقد أدخل عبد الوهاب إلى أفلامه لمسة من الحياة الغربية واستخدم إيقاعات أوروبية مثل التانغو والسامبا والرومبا.
لا شك أن دخول عبد الوهاب عالم السينما ساهم بشكل كبير في بناء مسيرته الفنية، وما زالت أغانيه تعرض في العديد من محطات الراديو والتلفزيون العربية والقنوات الفضائية حتى اليوم.
اقرأ ايضاً ->
التشكيل الرسمي لمباراة الأردن وقطر في نهائي كأس أسيا