

تميزت الفنانة أم كلثوم منذ صغرها بروح الكفاح والعمل الجاد لتحقيق النجاح والتفوق في مجالها، وقد تخطت العديد من الصعاب لتصبح صوتاً فريداً ومميزاً في عالم الطرب.
كانت أم كلثوم تعيش مع والدها وأشقائها منذ صغرها، وكانت تحرص دائماً على تحقيق النجاح وتطوير مهاراتها الغنائية، حيث كانت تشاركهم في الغناء منذ الصغر.
بدأت أم كلثوم في سن مبكرة بالسفر مع والدها وأداء الأغاني في حفلات الزفاف وتلاوة الآيات القرآنية في المناسبات الدينية، وكان والدها يقدمها على أنها صبي لأنه لم يكن يسمح للنساء بتلاوة القرآن علناً في تلك الفترة.
في سن السابعة، بدأت شهرة أم كلثوم تنتشر وأصبحت تغني في منازل الأثرياء الذين أعجبوا بقوة صوتها وأدائها، وفي إحدى المرات حصلت على عشر قروش كإكرامية، وهي مبلغ كبير في تلك الفترة ويعادل نصف مرتب والدها. وبدأت بعدها أم كلثوم بالسفر في دلتا النيل لأداء الأغاني في مختلف المناسبات الدينية والعائلية.
في سن السادسة عشر، لاحظ الفنان الشهير أبو العلا محمد وعازف العود زكريا أحمد موهبة أم كلثوم ودعوها إلى القاهرة.
وفي بداية العشرينيات من القرن الماضي، تلقت أم كلثوم الدعوة وانتقلت مع عائلتها إلى القاهرة لتبدأ حياتها المهنية، وبدأت بأخذ دروس في الموسيقى مع مدرسين خصوصيين، حيث لم يكن النادي الموسيقي الشرقي في القاهرة يقبل الإناث كطلاب في ذلك الوقت. وكان أمين بيه المهدي هو المسؤول عن تعليمها العود.