

أم كلثوم، المعروفة بـ "كوكب الشرق"، كانت تحرص منذ صغرها على التميز والتفوق. حتى أخذت مبلغًا ضخمًا جدًا في زمنها، وكانت تعتبر أعلى أجر في ذلك الوقت. حافظت على مكانتها العالية في عالم الطرب طوال مسيرتها الفنية.
كانت أغنية "سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها" واحدة من أولى أغانيها التي حققت لها بداية الشهرة. كتبت الأغنية الشاعرة الكبيرة أحمد شوقي، وقدمتها في سرادق كبير في القاهرة. سمعها الحاج صديق أحمد، أكبر متعهد حفلات في مصر في ذلك الوقت.
بسبب هذه الأغنية، انتشر اسم أم كلثوم في الصحف والمجلات لأول مرة. لم تكن في ذلك الوقت قد وصلت كوكب الشرق لمرحلة تقديم تصريحات صحفية أو الاستمتاع بالشهرة العالمية التي حققتها لاحقًا. ولكن اسمها ظهر في حوار للحاج صديق أحمد مع جريدة "كوكب الشرق".
صرح الحاج صديق أنه سمع صوتًا جاء من فلاحة ترغب في الغناء في القاهرة، واسمها أم كلثوم. وتوقع لها مستقبلًا باهرًا في عالم الغناء. كان رأي الحاج صديق ذو قيمة عالية بين المتعهدين، فقد تنافسوا للاستعانة بها في العديد من الحفلات. واحتفظت أم كلثوم طوال حياتها بهذه المقابلة النادرة من الجريدة.
بعد ذلك، تعاقد الحاج صديق معها وقدمها في مسرح سانتي الذي كان يقع في حديقة الأزبكية. وحصلت كوكب الشرق في هذا الحفل على 5 جنيهات كاملة، وهو أجر كبير في ذلك الوقت ولم تكن قد حصلت عليه من قبل. بعد ذلك، تهافت المتعهدون عليها وتضاعف هذا الأجر. وبدأت كوكب الشرق رحلتها الناجحة في عالم الطرب والشهرة.