منصة الفوضى والموت.. كيف تحولت سناب شات إلى ساحة للكوارث؟

سناب شات هي واحدة من أشهر منصات التواصل الاجتماعي في العالم، والتي تتيح للمستخدمين إرسال رسائل وصور وفيديوهات تختفي بعد فترة قصيرة. ومع أن هذه الميزة تجعل المنصة محبوبة بين الشباب، إلا أنها قد تكون سببًا في مأساة لبعض العائلات. في ولاية كاليفورنيا، رفعت مجموعة من الأهالي دعوى قضائية ضد سناب شات، متهمين إياها بتسهيل صفقات المخدرات غير المشروعة بين الشباب، والتي تشمل مادة الفنتانيل، وهي مادة أفيونية اصطناعية أقوى من الهيروين بعشرات المرات، والتي تسببت في وفاة أبنائهم بسبب جرعات زائدة.

ووفقًا للدعوى، استخدم تجار المخدرات سناب شات كوسيلة للترويج لمنتجاتهم والتواصل مع الزبائن، مستغلين خاصية الحذف الذاتي للرسائل التي تجعلها صعبة على السلطات تتبعها. وكان الضحايا، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا، يعتقدون أنهم يشترون حبوب الزاناكس، وهي مادة مهدئة، ولكنهم في الحقيقة تناولوا حبوب مغشوشة تحتوي على الفنتانيل، وهو قاتل حتى في الجرعات الصغيرة جدًا.

ما هو موقف سناب شات من القضية؟

تقول الدعوى إن سناب شات كانت على علم بأن منصتها تستخدم لبيع المخدرات، ولكنها لم تتخذ إجراءات كافية لمنع ذلك أو التبليغ عنه. وتدعي أن سناب شات تتحمل مسؤولية جزئية في وفاة الشباب، وتطالب بتعويضات مالية وإجبار المنصة على تغيير سياستها وتصميمها. وتواجه سناب شات تحديًا قانونيًا كبيرًا، فهي تحظى بحماية بموجب المادة 230 من قانون آداب الاتصالات التي تحمي شركات التكنولوجيا من المساءلة عن المحتوى الذي ينشره المستخدمون على منصاتهم. ولكن القاضي الذي يشرف على القضية، لورانس ريف، قرر أن الدعوى يمكن أن تستمر، معتبرًا أن القضية لا تتعلق بالمحتوى نفسه، بل بالمنتجات والقرارات التجارية لسناب شات. وكان رد سناب شات بخصوص الدعوى القضائية هو تسليط الضوء على تعاونها مع سلطات تطبيق القانون واستخدام التكنولوجيا لاكتشاف الأنشطة غير القانونية ومنعها ضمن منصتها.

ما هي الآثار المحتملة للقضية؟

تعد هذه القضية جزءًا من اتجاه متزايد لمراجعة دور شركات التكنولوجيا في السلامة العامة والرفاهية، خاصة بالنسبة للمستخدمين الأصغر سنًا. وتواجه شركات سناب شات وغوغل وميتا وتيك توك حاليًا دعوى قضائية أخرى تزعم أنها ساهمت في أزمة الصحة العقلية لدى الشباب، بسبب تعريضهم للتنمر والعنف والإدمان على الشاشات. وتسلط هذه القضايا الضوء على القلق المتزايد بشأن كيفية تأثير منصات التواصل الاجتماعي على المجتمع، وما هي الحدود بين حماية حرية التعبير وحماية الأفراد من الأذى.