

كانت الفنانة الكبيرة أم كلثوم تعيش مع والدها وأشقائها منذ صغرها، وكانت دائماً تحرص على النجاح والعمل. منذ صغرها، كانت تشاركهم في الغناء والأداء.
بدأت في سن مبكرة بالسفر مع والدها وأداء الأغاني في الأعراس، وكانت تقوم أيضاً بتلاوة الآيات القرآنية في المناسبات الدينية. كان والدها يقدمها على أنها صبي، لأنه لم يُسمح للنساء بتلاوة القرآن علناً في تلك الأوقات.
في سن السابعة، بدأت شهرتها تنتشر وبدأت تغني في منازل الأثرياء الذين أعجبوا بقوة صوتها وأدائها. حصلت في إحدى المرات على عشر قروش كإكرامية، وهو مبلغ كان يعادل نصف مرتب والدها في ذلك الوقت.
لم تتوقف أم كلثوم عند هذا الحد، بل بدأت تجول في دلتا النيل لتغني في مختلف المناسبات الدينية والعائلية.
في سن السادسة عشر، لاحظ الفنان الشهير أبو العلا محمد وعازف العود زكريا أحمد موهبتها، ودعاها إلى القاهرة.
في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، تحديداً في عام 1923، قبلت دعوتهما وانتقلت عائلتها إلى القاهرة لتبدأ حياتها المهنية.
بدأت بأخذ دروس في الموسيقى، وغالباً ما كانت مع أساتذة خصوصيين، لأن النادي الموسيقي الشرقي في القاهرة لم يكن يقبل الإناث بين طلابه في تلك الفترة. حصلت على تعليم العود من أمين بيه المهدي.