ما السبب وراء رفض الإسرائيليين دفن بعض قتلاهم في المقابر اليهودية؟

قضية رفض دفن القتلى في المقابر اليهودية

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، خلال الأسبوع الماضي، قضية مثيرة للجدل داخل المجتمع الإسرائيلي. وتدور مجريات هذه القضية في أروقة الكنيست وعلى منابر الإعلام والصحافة. تتمثل هذه القضية في رفض جهات دينية متشددة دفن أعداد من القتلى في المقابر اليهودية، على أساس عنصري وتطرف ديني. وتحرص حكومات الاحتلال دائماً على إخفاء هذا السلوك العنصري والتطرف الديني خلف شعارات الديمقراطية والمساواة والحرية. وهي القيم التي يقتلونها بجرائمهم بحق الفلسطينيين. ولم تكن يوماً ممارسة وسلوكاً واقعاً داخل مجتمعاتهم.

مقتل الشابة الروسية الإسرائيلية في مستوطنة ريعيم

أثير الجدل بشأن رفض دفن قتلى إسرائيليين في مقابر يهودية عندما قتلت الشابة الروسية الإسرائيلية "ألينا فالاهاتي" وآخرون في السابع من أكتوبر الماضي. وقد قتلوا خلال مهرجان موسيقي في مستوطنة ريعيم بغلاف قطاع غزة. وعلى الرغم من أن وسائل إعلام محلية أجرت تحقيقات تفيد بأن الإسرائيليين الذين قتلوا في ذلك المهرجان تم قصفهم بغارات نفذتها طائرات إسرائيلية، ولم يكن مقاتلو حماس على علم بالاحتفال.

جدال حول قضية دفن الشابة الروسية الإسرائيلية

التمييز في دفن القتلى الإسرائيليين

تشهد الكنيست الإسرائيلي جدلاً كبيراً حول قضية دفن الشابة الروسية الإسرائيلية ألينا فالاهاتي، التي قتلت خلال مهرجان موسيقي. وقد انتقد عدد من أعضاء الكنيست التمييز في دفن القتلى الإسرائيليين، حيث رفض متطرفون إسرائيليون دفن الشابة في مقبرة يهودية بحجة أنها لم تكمل عملية التحول إلى اليهودية. هذه القضية تثير جدلاً واسعاً داخل إسرائيل.

أم الشابة تؤكد يهوديتها

أكدت والدة الشابة ألينا خلال جلسة استماع في الكنيست أن ابنتها ماتت يهودية، وأنها لم تُسمح لها بإلقاء نظرة أخيرة عليها. عبرت الأم عن اعتراضها على دفن ابنتها خارج المقابر اليهودية. هذا الأمر يثير الكثير من الانتقادات والاستياء.

قضية عائلة كابشيتر

تمت مناقشة قضية عائلة كابشيتر في لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات في الكنيست. تعرضت العائلة المكونة من 4 أفراد لهجوم قتل أثناء عودتهم إلى منزلهم. وقد رفضت الجمعية المحلية للدفن السماح بدفن أحد أفراد العائلة في المقبرة اليهودية، مما أدى إلى غضب بقية العائلة التي قررت دفنهم جميعاً بجانب من قتلوا خارج المقبرة اليهودية.

اعتذار نيابةً عن اليهود

عبر عضو الكنيست إليعازر شتيرن عن اعتذاره نيابةً عن كل اليهود، مؤكداً أن هذه المعاملة ليست جزءاً من اليهودية التي نحن جزء منها. وأيضاً، صرح الحاخام حاييم أمسالم بأن معاملة العائلات في هذه القضية تكاد تكون إجرامية، وأنه لا يوجد وصف يمكن أن يصور هذا الأمر الخاطئ للغاية.

التمييز العنصري في دفن الإسرائيليين: ردود فعل متناقضة

ردود الفعل المتناقضة

تسببت قضية دفن الإسرائيلية من أصل يهودي في جدل واسع في إسرائيل، حيث تم رفض دفنها في المقبرة اليهودية بسبب تحولها عن الديانة اليهودية. وقد أثار هذا الرفض ردود فعل متناقضة من قبل الجمهور والمسؤولين الدينيين والسياسيين.

تبرير التمييز العنصري

وجاء الرد المتطرف محاولاً تبرير التمييز العنصري بين الإسرائيليين حتى في مسألة دفن قتلاهم، حيث قال رئيس المجلس الديني في بيت شيان، آفي فهيمة، إن "فالاهاتي تركت عملية التحول لليهودية في وقت مبكر، ما يعني أنها اختارت ألا تصبح يهودية. هذا جيد، إنه اختيارها. نحن نحترم كل شخص على طبيعته، ولكن يتم الدفن وفقاً للقانون اليهودي".

رفض السلوك العنصري

من جهة أخرى، رفض عوديد فورير، الذي يرأس لجنة شؤون الهجرة والاستيعاب والشتات في الكنيست، هذا التمييز العنصري. وقال "أشعر بالخجل نيابة عن دولة إسرائيل"، معتبراً معاملة فالاهاتي "أكبر إهانة لشخص قدس أرض إسرائيل بدمائه، وترك مكانه في المنفى ليأتي إلى هنا". وعبّر فورير عن رغبته في أن يدفن بجوار ألينا فالاهاتي، حتى لو كان ذلك يعني "أن أدفن خارج المقبرة اليهودية".