"تعرف على السر الخارق للذاكرة الحديدية واستمتع بتذكر كل شيء بسرعة فائقة!"

"تعرف على السر الخارق للذاكرة الحديدية واستمتع بتذكر كل شيء بسرعة فائقة!"

21 نوفمبر 2023 | 10:46 ص

الاسترخاء وتحسين الذاكرة

عندما نحاول حفظ نص ما، من السهل أن نفترض أننا كلما بذلنا مجهودا ذهنيا أكبر، انطبعت المعلومات في ذاكرتنا. ولكن ربما يكون كل ما تحتاجه لحفظ المعلومات عن ظهر قلب هو أن تخفض الإضاءة، وتستمتع بفترة من الاسترخاء والتأمل تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة، وستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء أفضل بمراحل منها في حالة قضاء نفس الفترة في التركيز والتكرار.

تجنب التفكير أثناء الاسترخاء

ويشير بحث جديد إلى أنه من الأفضل أن نمتنع قدر الإمكان عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء التي تعقب اكتساب مهارة أو معلومات جديدة، وهذا يعني أن نتجنب أي نشاط قد يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل الانشغال بأي مهام، أو مطالعة البريد الإلكتروني، أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي، حتى تتاح للدماغ الفرصة لاستعادة نشاطه بلا مشتتات.

فوائد الاسترخاء على الذاكرة

ومع أن هذا الاكتشاف يمثل فرصة سانحة للطالب الكسول للتهرب من المذاكرة، فإنه في الوقت نفسه قد يخفف من معاناة المصابين بفقدان الذاكرة وبعض الأنواع من الخرف، لأنه يقترح طرقا جديدة للاستفادة من قدرات كامنة، لكنها لم تُكتشف من قبل، للتعلم والتذكر.

فوائد فترات الاسترخاء في تقوية الذاكرة

توصلت العديد من الدراسات إلى أن فترات الاسترخاء تلعب دورًا هامًا في تقوية الذاكرة وتحسين القدرة على الاستيعاب والتذكر. وقد أكد العلماء أن هناك علاقة مباشرة بين الراحة والتركيز والتذكر.

أهمية فترات الراحة في تثبيت الذكريات

وكان أول من وثّق أهمية فترات الاسترخاء في تقوية الذاكرة هو عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر، وتلميذه ألفونس بيلزكر في عام 1900. وفي إطار إحدى تجاربهما العديدة عن تثبيت الذكريات، طلبا من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع كلمات بلا معنى.

تأثير الراحة على التذكر

وبعد أن أتاحا للمشاركين فترة قصيرة لتعلّمها، حصل نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة لمدة ست دقائق قبل مواصلة الحفظ.

وبعد ساعة ونصف، اختبرا المجموعتين، ولاحظا أن المشاركين الذين حصلوا على قسط من الراحة تذكروا 50 في المئة من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى إلا 28 في المئة فقط من المعلومات.

وهذه النتيجة تدل على أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للفقدان بُعيد عملية تحويلها إلى رموز قابلة للتخزين في الذاكرة، فيما يسمى بعملية الترميز. ولهذا، من السهل أن تشوش عليها المعلومات الأحدث وتتداخل معها.

دراسة حديثة عن تأثير الراحة على الذاكرة

إلا أن هذه النتيجة لم تتردد أصداؤها إلا في مطلع القرن الحالي، من خلال دراسة رائدة أجراها كل من سيرغيو ديلا سالا بجامعة إدنبرة، ونيلسون كوان من جامعة ميسوري.

تأثير الراحة على ذاكرة الأشخاص المصابين بإصابات الدماغ

واهتم الفريق باستكشاف مدى تأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات الدماغ، مثل السكتة الدماغية.

وتوصل الباحثون إلى أن الراحة القصيرة بعد تعلم المعلومات الجديدة تساعد في تثبيتها في الذاكرة وزيادة قدرة الأشخاص المصابين على استرجاعها. وهذا يعني أن الفترات الفاصلة بين التعلم والاسترخاء تلعب دورًا حاسمًا في تقوية الذاكرة وتحسين الأداء الذهني.

دراسة جديدة تكشف عن أهمية الراحة القصيرة في زيادة الإبداع

أجرى فريق من الباحثين دراسة جديدة لاكتشاف تأثير الراحة القصيرة على الإبداع والإنتاجية. وقد توصل الفريق إلى نتائج مثيرة تظهر أن فترات الراحة القصيرة تساهم في تحفيز العقل وزيادة الإبداع.

الدراسة الأصلية

استلهم الباحثون دراستهم من البحث السابق الذي أجراه مولر وبيلزيكر عام 2018. في تلك الدراسة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث قامت المجموعة الأولى بالاستلقاء والاسترخاء لمدة 10 دقائق، بينما قامت المجموعة الثانية بحل ألغاز صعبة. وتبين أن المجموعة الأولى كانت أكثر إبداعًا وإنتاجية بعد الاستراحة.

الدراسة الجديدة

واتبع الفريق نفس خطوات الدراسة الأصلية التي أجراها مولر وبيلزيكر، إذ حصل المشاركون على قائمة من 15 كلمة، ثم خاضوا اختبارا بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، انشغل المشاركون ببعض الاختبارات الإدراكية، وفي تجارب أخرى طُلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة على أن يتجنبوا الاستسلام للنوم. وقد فاق تأثير الفترات القصيرة من الاسترخاء أو الانخراط في أنشطة أخرى كل التوقعات.

أهمية الراحة القصيرة

تشير الدراسة إلى أن الراحة القصيرة تلعب دورًا هامًا في تحفيز العقل وتعزيز الإبداع. فعندما يتمكن العقل من الاستراحة والاسترخاء لبضع دقائق، يتجدد الطاقة وتتحسن القدرة على التفكير الإبداعي وحل المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد الراحة القصيرة في تحسين التركيز والانتباه، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف بشكل أفضل. ولذلك، ينصح الخبراء بأن يتضمن جدول العمل فترات قصيرة من الراحة لتحقيق أقصى استفادة من العقل وتعزيز الإبداع والإنتاجية.

مقالات متعلقة عرض الكل