"سر السورة القرآنية التي تستحقها السماء وتجلب لقارئها سبعون ألف ملك!"

"سر السورة القرآنية التي تستحقها السماء وتجلب لقارئها سبعون ألف ملك!"

03 نوفمبر 2023 | 12:17 ص

سورة الأنعام: تاريخ النزول وتفسيرها

سورة الأنعام هي إحدى السور القرآنية التي نزلت في مكة، وتعتبر من السور العظيمة التي نزلت جملة واحدة. وقد ورد في بعض الآثار أن هذه السورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك يتسابقون في التسبيح والتحميد.

تاريخ النزول

وفقًا للطبراني، نزلت سورة الأنعام جملة واحدة، وروى بعض الراوين الضعفاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، يتبعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح والتحميد". وأيضًا روت أسماء بنت يزيد أن السورة نزلت جملة واحدة وكادت أن تكسر عظم الناقة من ثقلها.

تفسير السورة

تتميز سورة الأنعام بتماسكها وتدافعها وتدفقها، وتعتبر نموذجًا كاملاً للقرآن المكي. تعرض السورة حقائق الألوهية في مجال الكون والحياة، وتناقش قضايا النفس والضمير، وتصور مشاهد القيامة وتوضح مواقف الخلق.

وتعالج سورة الأنعام قضية العقيدة الأساسية في الإسلام، وهي قضية الألوهية والعبودية. تسعى السورة لتعريف العباد برب العباد، وتجيب على أسئلة مثل: من هو الله؟ ما هو مصدر الوجود؟ من هم العباد ومن جاء بهم إلى هذا الوجود؟ ومن يقلب قلوبهم وأبصارهم؟ ولأي غرض خلقهم؟

الكون والحياة في سورة الأنعام

تتناول سورة الأنعام حقيقة الألوهية في مجال الكون والحياة، وتسلط الضوء على مختلف جوانب النفس البشرية والضمير. كما تصور مشاهد القيامة وتتحدث عن مواقف الخلق في حياتهم.

تأثير السورة على القلوب

تتميز سورة الأنعام بتأثيرها العميق على القلوب، حيث تعرض قضايا العقيدة الأساسية وتجيب على الأسئلة الأساسية حول وجود الله وغايته في خلق البشر. تعتبر السورة نهرًا يتدفق بلا حواجز ولا فواصل، وتمثل بشكل كامل منهج القرآن المكي في تعاليمه وقيمه.

السورة كنموذج للقرآن المكي

سورة الأنعام هي نموذج كامل للقرآن المكي، حيث تعكس خصائصه ومنهجه بشكل ممتاز. تتميز كل سورة في القرآن بشخصيتها الخاصة وملامحها الفريدة، وسورة الأنعام تعبر عن هذه الشخصية بشكل واضح ومميز.

تفسير سورة الأنعام

تبدأ سورة الأنعام بمواجهة المشركين الذين يعبدون آلهة أخرى مع الله. تشير الآيات إلى دلائل التوحيد التي تحيط بالمشركين في الآفاق وفي أنفسهم. تظهر حقيقة الألوهية في كل شيء في الوجود وتشمل وجود البشر في ثلاثة جوانب مختلفة. تبدأ الآيات بتعريف الله بأنه الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم يتحدث عن خلق البشر من الطين وتحديد أجلهم، وينتهي بتوعد الكافرين بالعذاب.

حقيقة الألوهية

تبدأ الآيات بتعريف حقيقة الألوهية وتظهر ملكية الله لكل ما في السماوات والأرض وما يحدث في الليل والنهار. تقول الآية: "قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله"، وتشير إلى أن الله قد كتب على نفسه الرحمة وسيجمع الناس في يوم القيامة. وتذكر الآية أيضًا أن الذين خسروا أنفسهم لا يؤمنون. هذا يعني أن الله هو الإله الحقيقي والوحيد الذي يستحق العبادة.

معرفة أهل الكتاب

تتحدث الآيات عن معرفة أهل الكتاب بالكتاب الجديد الذي ينكرونه المشركون. تظهر الآيات أيضًا توقف المشركين أمام مشهدهم يوم الحشر وهم يسألون عن شركائهم وينكرون الشرك. يقول الله في الآية: "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين". هذا يظهر أن المشركين يدركون حقيقة الألوهية ولكنهم ينكرونها ويتعنتون.

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

تتحول السورة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتسلية قلبه من تكذيبهم له. تقول الآية: "قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون". هذا يعني أن الله يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحزن بسبب تكذيب المشركين له، ولكنهم في الحقيقة لا يكذبونه وإنما يجحدون آيات الله.

مقالات متعلقة عرض الكل